.
بقلم الكاتب : ايمن حامد محلل سياسى وخبير علاقات دولية
اصرخ بكل ما أتانى الله من قوة فى أذن كل عربى … اصرخوا معى فى أذن كل حاكم عربى قبل فوات الآوان.
هذا المقال الذى اعتبره من افضل ما كتبت يجب ان يحفظه عن ظهر قلب ويعى كلماته كل عربى وليس كل مصرى فقط … لقد قمت بربط الاحدداث الجارية فى المنطقة العربية بابعادها التاريخية العميقة.
ويوضح المقال اصول الصرعات الحالية … وحسابات المصالح … كما يوضح الثأر التاريخى لمئات السنين. بل الأف السنين لدى بعض اطراف هذا الصراع .. قرأة التاريخ تنبئ بالمستقل هذه قاعدة اساسية يتبعها اللعالم من حولنا.
فلذلك ارجو الصبر على القراءة بدون ملل . بانوراما تفصيلية ودقيقة للمنطقة العربية فى وضعها الحالى كشف الغطاء ….. لفهم مواقف الفرقاء المنطقة العربية فى مهب الريح ….. بين المطرقة الايرانية والسندان التركى والصهيوامركى.
هل الصراع القادم فى المنطقة العربية هو صراع قوميات …ام صراع طائفى مذهبى …
فهذه المنطقة الملتهبة من العالم بها 4 قوميات ثلاثة منها ذات حضارة تضرب فى التاريخ الاف السنين وهى القومية العرية ذات الحضارات المتعددة والقومية الفارسية والقومية التركمانية والقومية الكردية.
نتحدث اولا عن القومية العربية ذات الحضارات العديدة التى تضرب فى عمق التاريخ واهمها الحضارة المصرية بمصر والفينيقية ببلاد الشام والبابلية والسومارية بالعراق وكذلك الحضارة الاشورية بالعراق ايضا وكذلك الحضارة المسمارية وحضارة سبأ وحضرموت باليمن ثم جاء الاسلام وكانت الحضارة العربية الكبرى وعمرها 14 قرن من الزمان.
وجميع حضارات القومية العربية كانت حضارات مسالمة لا تعتدى.
اما القومية الفارسية فهى حضارة بعمر الحضارة المصرية القديمة وهى حضارة نشأت على التوسع والاطماع وغزو البلاد الاخرى منذ بداية نشأتها من الاف السنين
… فقد احتل الفرس مصر فى عهد الفراعنة وكان قورش هو اول فرعون فارسى على الاراضى المصرية واستمر احتلال الفرس لمصر أكثر من 500 عام فى عصر الفراعنة
واستمر الغزو الفارسى للبلاد العربية الاف السنين ففى الجاهلية قبل الاسلام كان الفرس يحتلون العراق والساحل الشرقى من الجزيرة العربية بما فيها الكويت وقطر والامارات وسلطنة عمان واليمن بل احتلو بلاد الشام وغزو دولة الروم فى عهد الرسول الكريم علية الصلاة والسلام … وتحدث القرآن الكريم عن ذلك فى سورة الروم.
نستنتج من ذلك أن إيران دولة عدوانية توسعية منذ قديم الازل ولا تزال لديها اطماع الامبراطورية الفارسية القديمة التى انهارت وتهاوت على ايدى العرب … كما أن لديها رغبة الانتقام من كل ما هو عربى لأن العرب هم من حطموا هذه الامبراطورية الفارسية وانهو وجودها.
نأتى للحديث عن القومية التركية …. وهى قومية شتات منذ بدايتها فنجد التركمان وهم اهل تركيا وتركمان سورية وتركمان العراق وتركمان ايران … وكانت بداية الحضارة التركية حديثا فى اواخر القرن الخامس عشر الميلادى ونشأت هذه الحضارة الحديثة توسعية ذات اطماع فى خيرات الدول التى تجاورها … وازدهرت هذه الحضارة مع افول الدولة العباسية بالعراق والمماليك بمصر وتعرضهما للضعف الشديد …. وكان لسليم الاول الفضل فى ازدهار الحضارة التركية (الدولة العثمانية) فكان غزوه للشام والاستيلاء عليها فى معركة مرج دابق الشهيرة وهى بالقرب من حلب وأشاع القتل والتقتيل فى اهل بلددة دابق حتى انها سسميت موقعة تل الرؤس بسبب قطع رؤس ما يقرب من 100 الف عربى من أهلنا بالشام .
وهزم قنصوة الغورى فى هذه المعركة عام 1516 ميلادى وفى العام التالى عام 1517 دخل مصر غازيا وهزم طومان باى الذى كان أخر خلفاء الدولة المملوكية على مصر والشام وشنقة على باب زويلة بالقاهرة وكان سليم الاول غاية فى الدموية والبشاعة نحن نقص جزء من التاريخ لاننا سنحتاج لهذه المعلومات لاحقا.
اشاع السلطان سليم الاول القتل والتقتيل والرعب والارهاب ببلاد العرب المسلمين وذلك حتى يحكم بالخوف والرعب هذه البلاد …. وبعد سقوط مصر بيد الدولة العثمانية انفتحت جميع الدول العربية امام الاحتلال العثمانى بسهولة سقوط اوراق الشجر الجافة فى فصل الخريف واحتل الدول العربية بلا استثناء غير دولة المغرب وكان اسمها حينذاك مراكش.
ام القومية الكردية فهى ايضا قومية شتات مثل القومية التركية ولكنها اضعف واقل عددا حيث ينتشر الاكراد فى كل من العراق وتركيا وسوريا وايران …. وكان اشهر الشخصيات الكردية على الاطلاح هو السلطان صلاح الدين الايوبى هازم الصلبيين ومحرر القدس
نستنتج من هذا أن هذه القوميات مختلفة فى صفاتها وتكوينها وسماتها العامة.
فالقومية العربية قومية لها حدود جغرافية قديمة قدم التاريخ وتتسم بالمسالمة والتسامع وعدم الاعتداء على الغير ولا تطمع فى ثروات جيرانها من الدول الاخرى وذلك رغم تعدد المكون الحضارى بين هذه القومية كما شرحنا سابقا .
اما القومية الفارسية فهى اشرس القوميات على الاطلاقق وتتصف بالطمع والحقد التاريخى تجاة القومية العربية التى فككتها وانهت عبادة النار التى ظلوا يعبدونها الاف السنين.
أما القومية التركية قومية شتات طامعة فى ثروات جيرانها ولها ايضا حقد تاريخى تجاة مصر على وجة التحديد لان محمد على هو أهم اسباب هدم الامبراطورية العثمانية لدرجة انه هدد حدودها عسكريا وكانت اخر حروب الاتراك مع محمد على هى معركة قونية الشهرية التى هزم فيها العثمانين شر هزيمة وكاد ينهى وجود هذه الدولة.
السؤال الاهم كيف تم تصعيد المذهب الشيعى لتفكيك الدولة الاسلامية؟
ولاجابة هذا السؤال الهام للغاية والذى اصبح مصدر الخطورة الكبرى على دولنا العربية
بعد التوسع العثمانى التركى فى اتجاة اوروبا الضعيفة فى ذلك الوقت وارتكاب الاتراك الفظائع والمجازر بأهالى البلاد الاوروبية لدرجة اعدم ما يقرب من 1.5 مليون من الارمن فكر بابا روما وقساوسة اوروبا فى خلق عداء اسلامى داخلى يأكل الدول الاسلامية من الداخل والتى تزعمها العثمانيون حينها…. فكان ميلاد الدولة الصفوية بإيران .
نفس ما حدث من الغرب فى انشاء الدولة الصفوية الشيعية … يعيد الغرب اللعبة من جديد .. فالتاريخ يعيد نفسة …. فبعد عداء غربى لايران لم يؤتى بنتيجة وهو كان عداء وهمى … اتجة الغرب إلى النفخ فى نار الفتنة الطائفية المذهبية من جديد.
الدولة الوحيدة التى فهمت هذه اللعبة هى مصر
ادركت مصر أن الصراع المقبل على المنطقة هو صراع قوميات جميعها لها اطماع فى البلاد العربية … كذلك خطر خارجى قادم من امريكا والصهيونية العالمية الغرض منه تأجيج الصرعات بين الدول العربية لتأكل بعضها بعضا وتكون الحروب بالوكالة طائفة من كل دولة تقاتل الطائفة الاخرى.
للاسف السعودية تم جرها بدون فهم ولا وعى لهذا الصراع المذهبى الطائفى.
مصر كانت تريد تأسيس قوة عربية مشتركة ذات طابع قومى عربى لمجابهة الاخطار المحدقة بنا كعرب جميعا … وعدم أخذ الصراع منحنى طائفى مذهبى كما يريد الغرب.
لكن السعودية شكلت قوة اسلامية سنية من 50 دولة معظمها لا يهش ولا ينش وتفاخرت بالقوة الاسلامية السنية واعلنت انها قوة سنية فى مواجهة شيعة إيران … ووقعت فى الفخ المنصوب بسهولة وذلك لحداثة عهد القائمين على امر المملكة بالسياسة … فالملك سلمان لا خبرة سياسية له… فقد ازاح بعد توليه الامر بالمملكة الكثرين من اهل الخبرة.
طبعا مصر لا تستطيع ترك المملكة السعودي فى هذه الظروف العصيبة … وقد عرفت السعودية قدرات الجيش المصرى الذى كان اساس وعماد مناورات حفر البالطن بالسعودية.
نتحدث عن سوريا والخطأ العربى الجسيم والذى وقع فيه العرب جميعا بما فيهم مصر منذ عام 1979
فمنذ هذا التاريخ التفت الافعى الايرانية حول عنق الجسد السورى وكان يجب وقوف الدول العربية بجانب سوريا منذ ذلك التاريخ وهو اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل
فالدول العربية قطعت علاقتها بمصر جميها إلا سلطنة عمان … ولم تقف بجانب سوريا بعد حربها مع اسرائيل عام 1973 … وكانت سوريا تحتاج الكثير والكثير من الدول العربية لإعادة بناء الدولة التى خربتها الحرب ولم تجد سوريا سوى إيران من تمد يدها للنظام السورى فما كان عند النظام وقتها رفاهية رفض يد العون.
وبعدها مباشرة شبت الحرب العراقية الايرانية وانهالت المساعدات الايرانية على سوريا لجعلها شوكة فى ظهر العراق …. فسوريا كان يجب ان تكون عمق استراتيجى للعراق فى حربها مع ايران … ولا أدرى كيف تم ترك سوريا لايران بهذه السهولة فى ظروف حرب ضروس استمرت ثمانى سنوات الغلطة الكبرى ترك سوريا تقع بيد الايرانيين منذ عام 1979 طبعا بعد سوريا اتجه الطمع الايرانى فى لبنان … فتم إنشاء حركة تسمى حركة امل الشيعية.
ولم تكن تحت السيطرة الكاملة لايران لوجود وطنيون لبنانيون بهذه الحركة فتم بمساعدة سوريا انشاء حزب الله اللبنانى وكان الهدف من إنشاء الحزب نشر الثورة الايرانية بلبنان واستخدام الصراع اللبنانى الاسرائلى لتسليح هذا الحزب فأصبح قوة عسكرية اقوى من الجيش اللبنانى.
وبعد سقوط بغداد فى 2003 بمساعدة عربية غير مسبوقة فى يد الامريكان .. فتم اعتماد الامريكان على شيعة العراق وتهميش السنة وخوض معارك ضارية ضدهم وشهدت الفالوجة والانبار والرمادى بالعراق معارك طاحنة مع القوات الامريكية والبريطانية التى كانت تقود المعارك ضد الشعب السنى بعد حل الجيش العراقى وسقوطة.
وتمدد النفوذ الايرانى بالعراق حتى اصبحت ولاية ايرانية خاصة فى عهد نورى المالكى المشئوم
ويتزامن ضعف المالكى وتأكل نفوذه مع ظهور داعش .. اليس هذا محل تسأل يجب ان يكون فمع سقوط المالكى كان من الطبيعى أن يتم تحجيم النفوذ الايرانى بالعراق …. فتم خلق داعش من العدم حتى يكون للوجود والنفوذ الايرانى بالعراق مبرر قوى.
فاصبحت بذلك ايران تتمتع بنفوذ قوى للغاية بلبنان وسوريا والعراق والمنطقة الشرقية بالمملكة خاصة منطقة الاحساء … ولم يتبقى لها لتطويق الجزيرة العربية سوى اليمن وكان الحوثيين باليمن هم الذراع الايرانى الذى يقوم بهذه المهمة واللى الناس متعرفوش تم تنازل السعودية عن اكبر جزيرة بالبحر الاحمر للقوات البحرية المصرية تنازلا كاملا لا رجعة فية لحماية باب المندب ومصر هى من اختارت هذه الجزيرة.
وتم عمل قاعدة بحرية مصرية بالقرب من باب المندب فى مواجهة القاعدة العسكرية الايرانية المتواجدة على السواحل الاريترية.
كما تم تواجد بحرى مصرى بالخليج العربى غير دائم وذلك بعمل مناورات بحرية مشتركة مع البحرية الامارتية .. .. وطبعا الهدف غير المعلن من وجود البحرية المصرية فى الخليج العربى هو غلق منضيق هولمز فى وجة الملاحة الايرانية وذلك بتلغيمة بالطوربيدات البحرية حال نشأ صراع عسكرى مفاجئ.
وبذلك يتم حرمان ايران من تجارتها العالمية بغلق الخليج العربى
وبذلك ايضا يتم منع التموين والامداد عن القطع البحرية الايرانية خارج الخليج
هذا عن ايران والحديث يطول ويحتاج لكتب فى الحديث عن ايران.
ننتقل لتركيا واهدافها من هذا الصراع الذى تريدة طائفى مذهبى حتى يكون لها دور وهيمنه على طرف النزاع السنى لو تم تحويل دفة الصراع بين العرب والفرس من صراع مذهبى سنى شيعى …. إلى صراع قومى عربى فارسى لن يكون لتركيا دور فى هذا الصراع وستخرج خارج معادلة الصراع
الخطر التركى اخطر من الخطر الايرانى ..
وهناك ايضا قطر وماذا تريد من هذه الصرعات التى اشعلتها قطر وذلك بالاعلام المغرض بواسطة قناة الجزيرة … وتارة أخرى بالاموال القذرة التى تقتل المسلمين والعرب فى شتى الدول العربية
نعود لتكملة حديثنا عن تركيا وقطر فهم ادوات بيد الغرب وطبعا يطمعون لمنافع من هذا الصراع الذى يؤججونه اشتعالا فتركيا اردوغان يسيطر علية احلام الوهم بامبراطورية اردوغانية كانت قاب قوسين او ادنى وقد سحقها المصريون وجعلوها كوابيس تؤرق مضجعه.
لذلك فهو معذور فى حقده وغله من النظام المصرى الحالى الذى منع التبعية المصرية للدولة الاردوغانية بواسطة حكم الاخوان المسلمين … فحلم اردوغان كان السيطرة على مقدرات وشعوب بلاد الشام ومصر وليبيا وتونس والسودان …يعنى امبراطورية حقيقية لا تقل عن الامبراطورية العثمانية الغابرة.
وطبعا بعد اوهامه هذه التى تبخرت بين عشية وضحاها فى 30 يونيو … اسقط فى يده واصبح كالمجنون الجامح الذى لا رابط ولا لجام له.
وطبعا مصر حاولت ان توضح الامر للملكة السعودية على عدم الدفع بالصراع إلى صراع مذهبى ولكن دون جدوى حتى الان …
الامارات تفهمت الامر لحد ما وطلبت التواجد المصرى كقوات بحرية على سواحلها ومن الممكن ايضا ان يتم انشاء قاعدة بحرية مصرية بالامارات.
اما عن قطر هذه الدولة التى نشأت عام 1972 يعنى نصف الشعب المصرى اعمارهم اكبر من عمر دولة قطر …
هذه الدويلة لديها مرض الزعامة فبعد هضم حق البحرين فى ابار الغاز التى كانت البحرين احق بها بعد ترسيم الحدود الذى ظلم البحرين بمساعدة بعض القانونيين المصرين …. وبعد الثراء الفاحش الفجائى الذى حل كاللعنة على هذه الدويلة وحولها لوحش من ورق يتم بث سموم الدول الكبرى من خلالها.
لنأتى لصلب الموضوع وهو الهدف الحقيقى لتركيا وقطر الغاز القطرى يبحث عن اسواق ويجدها بصعوبة لانه يجد منافسة قوية للغاية من الغاز الروسى بدول اسيا كالصين والهند واليابان ويتم بيع الغاز القطرى بهامش ربح قليل للغاية لان تكلفة اسالته ونقلة للدول المستهلكة فى ظل الغاز الروسى الذى يتم تصديرة عبر انابيب لدول اوروبا وجنوب شرق اسيا .
كيف وما هى وسيلة نقل الغاز القطرى إلى اوروبا بأقل التكاليف يتم ذلك لو اطلعنا على خريطة المنطقة فيمكن نقل هذا الغاز عبر الاراضى السعودية إلى محافظة الانبار فى العراق ثم محافظة الرقه فى سوريا ثم شمال مدينة حلب حتى البحر المتوسط ، الرجاء الاطلاع على الخريطة حتى نتصور خط سير انبوب الغاز هذا وهذه المناطق من العراق وسوريا تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة ولا يتبقى غير حلب حتى يكتمل خط سير هذا الخط الغازى…
نعود إلى موضوع خط الغاز هذا … والذى يعد منافس قوى للغاية للغاز الروسى ويحد من تأثير كروت التفاوض الروسية التى تعتمد على الغاز الروسى بدون أى بديل أخر.
لذلك روسيا لن تسمح بتنفيذ هذا المخطط التى سيؤثر على اقتصادها تأثير مباشر ودائم لعقود وسيحد من تأثيرها على استخدام كارت الغاز الطبيعى فى مواجهة دول اوروبا الغربية حتى ولو اضطرت لخوض حرب عالمية ثالثة …. يعنى احلام تركيا وقطر ستذهب ادراج الريح …. وهذا هو سبب تمسك جميع اطراف الصراع بمدينة حلب.
من ذلك نستنتج ان مصر هى الدولة الوحيدة التى تعى وتعرف هذه الخطط الجهنمية وهى التى افشلتها لذلك نجد العداء من معظم الدول التى كانت ستعود عليها الفائدة من تنفيذ هذه المؤامرةهناك امور اخرى كثيرة لكن الحديث عنها يطول جدا .